Nazra

eg

الاعتراف بدولة اسرائيل هو أكبر انتصارات الكيان الصيهوني – فيلم جولدا golda 2023

إخراج: غاي ناتيف (Guy Nattiv) كتابة: نيكولاس مارتن (Nicholas Martin) بطولة: هيلين ميرين (Helen Mirren) في دور جولدا مائير

فيلم “جولدا” هو محاولة لتقديم رؤية إسرائيلية لحرب أكتوبر 1973، حيث يستعرض الهجوم المفاجئ من الجانب المصري والسوري. يسعى الفيلم إلى توضيح أن إسرائيل كانت مستعدة للسلام مع مصر وسوريا، لكنها لم تكن مستعدة للحرب، بينما كان الطرف العربي غير مستعد للسلام. هذا الطرح يتجسد سينمائيًا من خلال إسقاط بصري عبر لقطة لطيور سلام (تمثل إسرائيل) يتم قتلها على يد “رسل الدمار” (تمثل مصر وسوريا)، وهو إسقاط واضح لرؤية الفيلم للصراع.

رغم محاولة الفيلم تقديم نفسه كعمل يوثق أحداثًا حقيقية دون تزوير، إلا أنه يظل محكومًا بالرؤية الإسرائيلية للصراع. فالتوتر والذعر داخل القيادة الإسرائيلية، والخوف من زوال إسرائيل، عناصر بارزة في السرد. يوضح الفيلم أن الانتصارات الإسرائيلية السابقة في 1948 و1967 لم تكن ذات قيمة مقارنةً بالانتصار الأكبر، وهو “الاعتراف بدولة إسرائيل”، والذي تجسد في نهاية الحرب عبر معاهدة السلام.

إحدى أهم العبارات التي قيلت على لسان جولدا مائير في الفيلم كانت: “إن كان المصريون يريدون استعادة أرضهم، فلا بد من اعترافهم بدولة إسرائيل”. هذه الجملة تلخص رؤية إسرائيل للصراع، حيث تعتبر الاعتراف الدولي بشرعيتها أعظم انتصار لها.

من خلال متابعة السرد، يبدو أن الفيلم يحاول تعزيز فكرة ضعف إسرائيل وليس قوتها، وأن الإسرائيليين عانوا وخسروا، لكنهم رغم ذلك كانوا يحاولون تجنب الحرب. ومع ذلك، لم ينجح الفيلم في خلق أي تعاطف تجاه الجانب الإسرائيلي، خاصة عند المشاهد العربي الذي يدرك السياق التاريخي الحقيقي.

يبرز الفيلم جولدا مائير كشخصية ذات جانب إنساني، تُظهر القلق والخوف، وحتى التعاطف مع الجنود المصريين، وكأنها كانت مجبرة على اتخاذ قرارات صعبة. هذا التوجه السردي يهدف إلى خلق تعاطف عالمي مع إسرائيل، خاصة لدى المشاهد الغربي.

يتم تقديم الحرب وكأنها بدأت فقط في 6 أكتوبر 1973، دون أي إشارة إلى خلفيات الصراع الممتد منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. يتم تصوير الهجوم المصري على أنه غدر واستغلال لمناسبة “يوم الغفران”، مع تجاهل أن 6 أكتوبر صادف أيضًا العاشر من رمضان، في محاولة لإظهار إسرائيل كضحية لمؤامرة خبيثة.

هذه الاستراتيجية السردية ليست جديدة، فهي تتجاهل عمدًا السياق التاريخي الأوسع، لإقناع العالم بأن الصراع بدأ فجأة في 6 أكتوبر، وأن إسرائيل كانت فقط تدافع عن نفسها ضد عدوان غير مبرر.

في النهاية، يؤكد الفيلم أن أعظم انتصار لإسرائيل لم يكن عسكريًا، بل سياسيًا، متمثلًا في اعتراف الرئيس المصري أنور السادات بدولة إسرائيل والتفاوض معها. اللحظة التي تستقبل فيها جولدا مائير خبر موافقة السادات على التفاوض تُعرض كمشهد انتصار، حيث تكرر بسعادة السؤال: “هل قال إسرائيل؟ لم يقل الكيان الصهيوني؟ هل أنت متأكد؟”

الحرب لم تكن فقط لاستعادة سيناء والجولان، بل كانت جزءًا من نضال طويل لتحرير فلسطين. رغم محاولات السرد الإسرائيلي لتغيير مسار القصة، فإن الحقيقة التاريخية لا تُنسى، وسيأتي يوم يتم فيه توثيق الأحداث بصدق، بما في ذلك تحرير فلسطين والقدس، إن شاء الله.

Facebook
Twitter
Pinterest
LinkedIn

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *